الحكومة: الخميس 25 يوليو إجازة رسمية بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       خطة حكومية لزيادة الاستفادة من العلماء والباحثين المصريين في الخارج       بالأرقام الرسمية .. 50 مليون زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية ضمن مبادرة دعم صحة المرأة       اللجنة الخاصة المشكلة بمجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة الجديدة تختتم أعمالها اليوم       تفاصيل مشاركة الأهلى فى أعمال الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية       وزارة المالية : الدولة ليس من دورها إدارة الأصول العقارية       أخبار سارة للموظفين.. المالية تعلن تبكير صرف مرتبات شهر يوليو 2024       بالأرقام الرسمية .. إصدار 32.5 مليون قرار علاج على نفقة الدولة       وزارة العمل تُحذر المواطنين بعدم التعامل مع الشركات والصفحات وأرقام الهواتف الوهمية       إطلاق دورى رياضى لأبناء الأسر في قرى ( حياة كريمة ) تحت شعار ( أنت اقوى من المخدرات )       أخبار سارة : مصر تستهدف إنتاج 800 ألف أوقية ذهب عام 2030  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

الملفات التفاعلية   2022-11-23T09:47:56+02:00

بالأسماء .. أسرار الصراعات القادمة داخل جماعة الإخوان الإرهابية

محمد طرابيه

فى الأسبوع قبل الماضى ،  توفى ابراهيم منير القائم بأعمال المرشد العام  لجماعة الإخوان الإرهابية ؟ .

هذه الوفاة دفعت الكثيرون للتساؤل عن مستقبل الجماعة داخل مصر وخارجها ؟ وهل تشهد "جبهة لندن" ،إحدى الجبهات المتصارعة على قيادة تنظيم "الإخوان" خلافات حول قيادة الجبهة بعد رحيل إبراهيم منير ومن هم المرشحون لخلافته ؟ وما موقف الجبهة عقب إسناد مهمة القائم بأعمال "المرشد" مؤقتاً إلى محيي الدين الزايط لحين إجراء انتخابات؟. وما موقف أعضاء وقيادات الجماعة فى قطر وتركيا وبريطانيا وغيرها من الصراعات المرتقبة داخل الجماعة ؟.

 

من جانبه أوضح الباحث المصري في شؤون الجماعات الإرهابية، عمرو فاروق، أن وفاة القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان إبراهيم منير، الجمعة، من شأنه تأجيج المشهد الداخلي في الهيكل التنظيمي للجماعة.

 

وأشار فاروق – فى تصريحات له -  إلى أن جماعة الإخوان تشهد فراغ منصبين وليس منصب القائم بأعمال مرشد الإخوان فقط، لكنها كذلك أمام فراغ في منصب الأمين العام للتنظيم الدولي، إذ جمع منير بين المنصبين منذ سقوط محمود عزت في قبضة الأجهزة الأمنية المصرية، في أغسطس 2020.

وأكد فاروق أن ثمة خلافات متوقعة بين جبهة إبراهيم منير، حال اختيار القائم بأعمال مرشد الجماعة، في ظل طرح عدد من الأسماء التنظيمية، أمثال حلمي الجزار، ومحي الدين الزايط، ومحمود الإبياري، ومحمد البحيري، ومحمد عبد المعطي الجزار.

 

وأضاف فاروق أن حلمي الجزار هو الأقرب إلى تولي منصب القائم بأعمال مرشد الإخوان لأسباب عديدة في ظل منافسة شرسة مع أقرانه، أهمها قربه الشديد من القواعد التنظيمية في الداخل والخارج، وتمتعه بمهارات حركية تمكنه من السيطرة على الهيكل التظيمي خلال المرحلة الراهنة، فضلا عن تمثيله لتيار الحمائم داخل الجماعة، وانتمائه لجيل "الصحوة" أو جيل مرحلة المرشد الثالث عمر التلمساني، بجانب تعامله السابق مع الأجهزة الأمنية المصرية خاصة في مرحلة مبارك، ما يعزز فرضية الاستراتيجية الجديدة التي طرحتها "جبهة لندن"، عن تخليها عن العمل السياسي، واعترافها بشرعية ثورة 30 يونيو، وعدم دخولها في صدام أو منافسة مع النظام السياسي المصري، وسعيها في إتمام عملية "المصالحة".

وتوقع فاروق إسناد مهمة منصب الأمين العام للتنظيم الدولي إلى كل من محمود الإبياري، الأمين العام المساعد للتنظيم الدولي، أو إبراهيم الزيات، وهو وزير مالية الإخوان، وأحد القيادات المعنية بنشاط التنظيم في ألمانيا لتمتعهما بعلاقات قوية مع مؤسسات التنظيم الدولي، وخبراتهما الطويلة في هذا الصدد.

وقال فاروق إن كلا من محمد البحيري، ومحمد عبد المعطي الجزار، يمثلان جيل تنظيم 65 أو جيل تنظيم سيد قطب، موضحا أن محمد البحيري، مواليد 1943، والمتهم رقم (25) في قضية تنظيم سيد قطب، وتلميذ مصطفى مشهور، ويحظي بتأييد واسع من قواعد الإخوان التنظيمية،ويعرف عنه بأنه قيادي حركي، وكان مسؤولا عن الكثير من الملفات الخارجية بتكليف من مكتب الإرشاد، وذهب البعض بأنه المرشد السري للجماعة خلال المرحلة الماضية، بينما ولد محمد عبد المعطي الجزار عام 1937، وكان المتهم رقم 16 في قضية تنظيم 65، وصدر ضده حكم بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عاما.

وأكد فاروق أن الاستقرار على اختيار محمود حسين قائما بأعمال مرشد الإخوان، وتوحيد صفوف جبهة لندن وجبهة اسطنبول، هو أمر مستبعد لأسباب كثيرة، ما لم تتدخل قيادات السجون، وتلعب دورا في تحديد مصير الجماعة ومرشدها الخارجي، من خلال ثلاثة أشخاص يمتلكون سلطة القرار من خلف القضبان، هم محمد بديع ومحمود عزت وخيرت الشاطر.

من جانبها أعلنت "جبهة لندن"،عن "تمسكها بقيادة (الإخوان) وإعادة بناء مؤسسات التنظيم". وأشارت في بيان صحافي إلى أن "اجتماعات الجبهة منعقدة منذ الإعلان عن وفاة منير لترتيب الأوضاع، وستبقى منعقدة لحين الإعلان عن القائم بأعمال المرشد الجديد". ووفق البيان فإن "منير كلّف في حياته الزايط (وهو نائب رئيس "الهيئة العليا" بتنظيم "الإخوان" والتي تقوم بمهام "مكتب الإرشاد") بمساعدته في ترتيب الأمور الإدارية".

وأعلن إبراهيم منير في وقت سابق حل المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا. وقام بتشكيل "هيئة عليا" بديلة عن مكتب إرشاد "الإخوان". وسبق ذلك تصعيد "لافت" بتشكيل "جبهة لندن" لـ"مجلس شورى جديد"، وإعفاء أعضاء مجلس "شورى إسطنبول" من مناصبهم. ويتنافس على قيادة التنظيم مع "جبهة لندن"، كل من "جبهة إسطنبول" بقيادة محمود حسين الأمين العام السابق للتنظيم، و"تيار التغيير" أو "تيار الكماليون" الذي أسسه في السابق محمد كمال (مؤسس الجناح المسلح لـ"الإخوان" وقُتل في عام 2016).

الجدير بالذكر أن ، هو أحد قيادات "شورى لندن"، ومدرج على "قوائم الإرهاب" المصرية، ومتهم في قضايا عنف وإرهاب بمصر. وتولى في وقت سابق قيادة المكتب الإداري للإخوان بمحافظة الجيزة، وكان مسؤول العمل الطلابي بالتنظيم، وهو من أبناء التأسيس الثاني في سبعينيات القرن الماضي، وكان أحد قيادات "الجماعة الإسلامية" قبل الانضمام لــ"الإخوان" ، وهو الأقدم حالياً داخل الجبهة، ومسؤول لجنة فض المنازعات، أو التحكيم ما بين المجموعات وكان من المؤيدين لطريقة منير في إدارة أزمة التنظيم" ، لكن قد لا يكون هناك إجماع كبير على الزايط داخل مجموعة لندن ، وهو مرفوض تماماً من قبل جبهة إسطنبول ".

من جانبه قال الزايط، خلال لقاء مع قناة "الجزيرة القطرية" إنه "سيتولى القيام بالمهام الإدارية مؤقتاً حتى يتم استكمال المؤسسات الداخلية للتنظيم"، موضحاً أن " جبهة لندن سوف تعلن خلال أقل من شهر كافة الأمور الإدارية الجديدة ".

ووفق الزايط فإنه "سوف يعمل على جمع شمل الإخوان وعدم دخول التنظيم في الصراع على السلطة بمصر".

وأعلنت "جبهة لندن" أخيراً عن وثيقة ذكرت فيها أنها "سوف تنسحب من أي صراع على السلطة بمصر". وكانت "جبهة لندن" قد حركت في وقت سابق فكرة "المصالحة" مع السلطات المصرية. ونقل مصدر مطلع على شؤون التنظيم أن "مجلس شورى لندن شكل مجموعة مُصغرة للتواصل مع السلطات المصرية وطلب المصالحة، في مقابل تجميد النشاط السياسي للتنظيم داخل مصر نهائياً".

الزايط أكد في تصريحاته أنه "ليس هناك انقساماً في التنظيم، وخلال الفترة الأخيرة حاول البعض منازعة إبراهيم منير، الذي أدار التنظيم واستطاع خلال الفترة الماضية لم شمل الإخوان)".

وتوقع الخبراء أن تشهد جبهة لندن حالة من الخلاف الكبير حول بديل منير، حيث لا يوجد إجماع على قيادات معينة داخل الجبهة"، لافتاً إلى أن "أبرز القيادات التي كانت مع منير، هم محمد البحيري، ومحمد جمال حشمت، ومحي الدين الزايط، لكن لا يوجد عليهم إجماع كبير الآن"، موضحاً أن "تولي الزايط جبهة لندن هو لقيادة الأزمة وسيحاول أن يدير الجبهة والتنظيم، حتى موعد الانتخابات والتي سوف تتم في الغالب من خلال المكاتب الإدارية والشعب لاختيار قائماً بأعمال المرشد".

على الجانب الآخر قال الباحث المتخصص في شؤون الحركات الأصولية، أحمد بان، إن «تنظيم (الإخوان) أمامه ثلاثة سيناريوهات بعد رحيل منير؛ الأول هو أن تختار (جبهة لندن) بديلاً جديداً عن منير في محاولة لـ(لم شمل) التنظيم، والثاني هو حدوث فوضي في (جبهة لندن) للصراع على منصب منير، وهو ما تستفيد منه (جبهة إسطنبول) التي قد تعزز نفوذها في الحصول على دعم وتأييد من قيادات التنظيم في السجون المصرية وذلك لتصدر قيادة التنظيم».

 

أما السيناريو الثالث بحسب بان، وهو «استمرار الصراع والانقسام داخل التنظيم، واستمرار الخلافات بين الجبهات المتصارعة على قيادة (الإخوان)، ويظل يتعامل الجميع مع 3 جبهات؛ (لندن)، و(إسطنبول)، و(تيار التغيير)». لكن بان، يرى أن «تيار التغيير قد لا يكون له دور، بسبب أن قدراته محدودة، خصوصاً أن كل رهانه، هو الاستفادة من عناصر كل جبهة من الجبهتين المتصارعتين».

 

أما أحمد زغلول  الباحث المتخصص في شؤون الحركات الأصولية، فقال إن  «وفاة منير سوف تزيد (الخلل القائم) في مسار التنظيم خلال الفترة المقبلة، فمنير كان دائماً يحاول أن يقدم (الإخوان) كتنظيم دعوي وليست له علاقة بالسياسة، في مقابل (جبهة إسطنبول) و(تيار التغيير) اللذين يحشدان للعنف».

 

ووفق ما أعلنته وثيقة «جبهة لندن» أخيراً، فإنها «سوف تنسحب من أي صراع على السلطة بمصر». ولوّحت بـ«الابتعاد عن العمل السياسي». لتخرج بعدها وثيقة «تيار التغيير» لتؤكد «الاستمرار في ممارسة السياسة».

 

وكانت «جبهة لندن» قد حركت في وقت سابق، فكرة «المصالحة» مع السلطات المصرية. ونقل مصدر مطلع على شؤون التنظيم أن «مجلس (شورى لندن) شكل مجموعة مُصغرة من (الإخوان) وبعض المتحالفين معهم، للتواصل مع السلطات المصرية وطلب المصالحة، في مقابل تجميد النشاط السياسي للتنظيم داخل مصر نهائياً».

 

وقبل هذا التحرك، قال إبراهيم منير، في تصريحات له نهاية يوليو الماضي: «لن نخوض صراعاً جديداً على السلطة بمصر».

 

من ناحية آخرى ، أكد خبراء الإسلام السياسى أنه  «لا يمكن معرفة ما سيحدث داخل (جبهة لندن)، هل ستحسم أمرها في اختيار بديل لمنير بشكل (سلس)، أم الاختيار سيخلف صراعات داخل الجبهة، وهل القيادة الجديدة ستكون قادرة على مواجهة (جبهة إسطنبول)، أم لا». زغلول استبعد أن «يكون محمود حسين، هو القائم بأعمال المرشد القادم». ودلل على ذلك بأن «(جبهة إسطنبول) شكلت في وقت سابق (لجنة) لتقوم بأعمال المرشد بقيادة مصطفى طُلبة».

 

 

ويؤكد الخبراء  أن وفاة منير ستكون بمثابة نقطة فارقة في الصراع الدائر داخل التنظيم بين الجبهات المنقسمة، وسيكون ذلك لصالح جبهة محمود حسين، خاصة أن "منير" لم يترك إلا شخصية ضعيفة لخلافته قد لا تكون قادرة على استكمال الصراع.

 

 

وكشف الخبراء أن جماعة الإخوان الإرهابية تُعاني من انهيارات بنيوية على خلفية وفاة الرجل الأول في التنظيم، فضلًا عن أن هذه الوفاة ستُعزز حالة الانقسام بصورة أكبر ليس داخل جبهة إبراهيم منير وإنما داخل الجبهة المناوئة له والمعروفة بجبهة محمود حسين، والتي تبحث هي الأخرى عن أي هدف تحرزه بمرمى خصمها.

 

 

وفي كل الأحوال، فإن المعركة بين الجبهتين بدأت بالفعل  ، ويتواصل الصراع الحقيقي بين الجبهتين  والذى سيطفو إلى السطح أكثر بعد وفاة "منير" ما قد يكتب شهادة انهيار الجماعة.

 

 

 

وهناك توقع بأن محمود حسين سيحسم الصراع لصالحه بعد أن ينضم إليه عدد لا محدود من أعضاء الجماعة ممن كانوا يقفون في منطقة وسط بالصراع، عندما يرون أن الكفة سوف تميل لصالحه.

 

ونفس الأمر سيحدث بالنسبة لبعض الدول التي تدعم تنظيمات الإسلام السياسي في العموم والإخوان على وجه الخصوص، حيث تقوم بتقديم الدعم لجبهة محمود حسين، وهنا ترى هذه الدول أن هذا الدعم لجبهة محمود حسين سينتشل التنظيم من متاهات الانقسام الذي ضربه قبل أكثر من عامين.

 

وقالت مصادر مطلعة  من داخل التنظيم إن جبهة محمود حسين ستعطي فرصة لكل من انحاز إلى جبهة إبراهيم منير حتى يتبرأ من التبعية السابقة ويُعلن ندمه على ذلك ويعود إلى أحضان التنظيم "الجديد" حتى يستطيع "حسين" تفكيك ما تبقى من جبهة "منير" المنهارة.

وكشف الخبراء  أن تنظيم الإخوان بكل أجنحته سيتأثر سلبا، وسيخسر كثيرا بوفاة منير.

وأكدوا أنه ربما تشكل وفاة منير ظاهريا مكسبا للجبهات الأخرى المنافسة (جبهتي محمود حسين والكماليين أو التيار الثالث)، لكن في واقع الحال تعد الجماعة برمتها خاسرة بالنظر لوزن إبراهيم منير التنظيمي، وأهميته في سياق نشاطات التنظيم الدولي للإخوان.

 

وأوضح أن منير بعلاقاته مع شخصيات وأجهزة غربية، وهذا كان يفيد مجمل كيان الجماعة ويمنحها القدرة على الصمود والاستمرار بصرف النظر عن الخلافات الموجودة داخل التنظيم.

 


مقالات مشتركة