البنك المركزي يكشف أسرار تراجع معدلات التضخم       الداخلية تعلن القبض على المتهم في واقعة العبارات المسيئة على شاشة فيصل       الحكومة تنفي عودة عمل الموظفين بنظام ( الأونلاين ) يوم واحد أسبوعيًا       أخبار سارة .. المركز القومي للبحوث ينجح في إنتاج مُخصب حيوي يزيد إنتاج المحاصيل الزراعية       وزير الإسكان : الدولة لن تسمح مرة أخرى بالبناء غير المخطط والعشوائي والمخالفات       التفاصيل الكاملة لزيارة وفد قيادات الأوقاف ل شيخ الأزهر       الحكومة: الخميس 25 يوليو إجازة رسمية بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       خطة حكومية لزيادة الاستفادة من العلماء والباحثين المصريين في الخارج       بالأرقام الرسمية .. 50 مليون زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية ضمن مبادرة دعم صحة المرأة       اللجنة الخاصة المشكلة بمجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة الجديدة تختتم أعمالها اليوم       تفاصيل مشاركة الأهلى فى أعمال الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

تحقيقات وملفات   2022-12-11T16:37:59+02:00

د. مصطفى محمود يكتب : وزارة التوجيه والتعليم العالى

مهنة التدريس هي من أسمى وأهم الأعمال التي يمكن أن يشتغل به الإنسان، لما لها من تأثير حقيقي لا يوصف على المتلقي من التلاميذ والطلاب، فـ كانت القاعدة الثابتة في مدارس التعليم قبل الجامعي، أنها "وزارة التربية والتعليم"؛ فالتربية قبل التعليم، فتربية النشء أو بناء شخصيته إنسانيًا وتربويًا وسلوكيًا أهم من تعليمه كيف يقرأ أو يكتب.. فكان من المتوقع أن يخرج الطالب للجامعة يحمل سلوكيات وآداب تربوية وأخلاقية تساعده على اكمال نضجه في ثقافة الوعي والتخصص؛ والواقع اليوم ينذر بغير هذا وياا للأسف، "أجيال بتسلم بعض تاريخ مكتوب..." في انهيار منظومة القيم بأكملها، وفي صورة للمستقبل لأسوء ما يكون من عصور الظلام.

ولذلك دائمًا مـا كنت أتمنى بأن نُسمي وزارتنا تلك بـ "وزارة التوجيه والتعليم العالي"، فالطالب بعد أن يتشرب أصول التربية طفلًا، لا بد وأن يتم توجيهه للتمسك بهذه الأصـول شابًا جامعيًا.. فـ من منطلق دورنا المجتمعي، ورسالتنا الإنسانية قبل الأكاديمية، كان لزامًا علينا أن نقدم التوجيه والتوعية والإرشاد والنصح لمن نحمل على عاتقنا مسؤوليتهم، بدافع من الأخوة والصداقة قبل هيبة الأستاذية، فهناك ثلاثة من السلوكيـات اليومية السيئة _أعدهـا سببًا رئيسًا فيما نحـن فيه الآن_ لامستها بكثرة وانتشار داخل الحرم الجامعي:

أولهم سوءًا: كثرة الحلف بالله كذبًا، فإذا كنت أمر أثناء المحاضرة أو في لجان الامتحانات، وأجد طالبًا ما يخالف القواعد، أحذره مرة تلو الأخرى، فلا يستنكف أن يتعظ بالتحذير، وما أن أتوجه إليه مباشرةً، حتى لأجده يسارع لاغراقي بسيل من القسم والحلف بكل آيات الله وصفاته "إنه معملش حاجة".. كيف هان الله عليك لهذه الدرجة، أين الأدب مع الله؟، أين تعظيمه في قلبك، بغض النظر عن عقوبة الشرع في هذا الكذب على الله وهي عظيمة.. ودائمًا ما أقول له: "متحلفش بالله عشان أنا شوفتك، وقولي خلاص أنا مش هعمل تاني كده، وأنا هسيبك"؛ لعله فقط يشعر بشيء من تعظيم اسم الله.

ثـم التلفظ بكلمات خارجة فيها من القبح والسوء ما يمس الحياء، لا أقصد أنهم يخرجونها فـي مواقف الغضب أو الشجار بينهم، فيصبح لهم بعضًا قليلًا من العذر وقتها، لكن انتشار هذه الألفاظ والتعبيرات الإباحية في مجالسهم وأحاديثهم بعفوية وفي ارتجال، هو المصيبة الأعظم، فمتى يتعود لسانك وأذنك على سماع تلك الألفاظ، ويتحول الهزار والمشاكسة لشتائم تمس الشرف والمروءة لا يجعلك رجلًا بين الناس، بل تصبح صورتك أمام كـل من يعرفك أسـوء مما تظن، وأنك لم تنل من حظ التربية في البيت ولو قِيْد أنملة.

وأخيرًا وليس آخرًا: التدخين، وهذه والله مضرة مكتملة الأركان، في مساوئها التي لا تنتهي، ماليًا وجسديًا ونفسيًا واجتماعيًا، ولن أذكرك بحق نفسك وجسدك ومال أهلك ومالك عليك، فأنت حر، سيحاسبك الله عليهم فردًا، ولكن أخي الطالب الذي يرى في نفسه صورة مزيفة عندما ينفخ دخـان سجائره أمام زملائه، وكـأنه يقول لهم انظروا إليَّ فأنا من أنا، "الواد الجامد اللي مفيش منه اتنين"، فـ تأكد والله وبالله وتالله بأنك تأخذ كميات من الدعوات عليك وعلى أهلك، والحسبلة: "حسبي الله ونعم الوكيل فيك"، من كل من يتأفف منك ومن رائحة سجائرك القذرة، إن كان مريضًا فتزيده في مرضه بسببك، أو إن كان مضطرًا لمجاورتك في ضيق لانتظار امتحان أو محاضرة، فـتحاسب هنا على نفسك وعليهم قبلك، فـ راجع نفسك وتذكر حقوق أصحابك عليك، وقبل أن أدعـو الله لك وأنصحك بالاقلاع عن التدخين تمامًا، أذكرك أولًا بالخيـر الذي بداخلك، فإذا أردت أن تشبع شهوتك بدخان سجارتك، فانفرد بها في مكان لا يتضرر منه أحد غيرك.


مقالات مشتركة