كوبرى مشاه يتسبب فى اغلاق منشآت شارع احمد عرابى !!!

علامات استفهام حائرة تبحث عن إجابات قاطعة ، تبدد الشكوك فى جدوي قرارات بعض المسؤولين فى الجهاز الادارى للدولة ، ابتداءاً من المحافظين  وليس انتهاءاً بصغار الموظفين  .. هل هى  قرارات مدروسة وتحقق الايجابيات المرجوة ، وفى ذات الوقت تنال الرضا الشعبى، ام انها قرارات عنترية لا تراعى فى مضمونها او مراميها أية أبعاد اجتماعية أو انسانية ، وتزيد من مساحة الغضب فى النفوس ، فما يحدث فى منطقة المهندسين  بالجيزة ، لا يتسق باى حال من الاحوال مع العقل او المنطق ، ولا يتناغم مع التطوير المستهدف ، اما السبب فهو العشوائية ، التى تقف شاهداّ على التردى واهدار المال العام  فى مشروعات لا جدوى لها ، بل ضررها يفوق نفعها ، ان كان هناك مفع منها ، بل فيها قطع للأرزاق ، والجور على المواطنين واصحاب الاعمال الصغيرة .

قبل ايام اصدر اللواء احمد راشد  محافظ الجيزة تعليمات مصحوبة بقرارات بانشاء كوبرى مشاه ، بدون ان يكلف نفسه ويذهب للاطلاع على الواقع ،  والوقوف على الحقائق دون وسطاء من موظفين يرفعون شعار "كله تمام " ، على الاقل لمعرفة الاضرار والمنافع ، وجدوى انشاء الكوبرى فى المكان الذى سيقام فيه ، خاصة ان المنشات الحكومية ، تستهدف تذليل العقبات امام المواطن ، لا ان تغلق ابواب الرزق ... وهنا يقفز سؤال اخر بديهى  ، هل كلف المحافظ نفسه لرؤية كوبرى عرابى  واتخذ قرارا بانهاء المشكلةمثلا ً ؟ .. يقيناً هو يعلم كل شئ .. يعلم ان الكوبرى لايمكن المرور عليه الا من حارة واحدة  ، الامر الذى يتبعه تكدس مرورى ، وتعطيل لمصالح الناس ، اما السبب فهو عمليات الاصلاح النى  مر عليها شهور ، نعم ، مر عليها شهور طويلة .

أما ما يزيد من حالة الغضب ، فهو استعداد المحافظة لانشاء كوبرى مشاه ، هذا التوجه فى حد ذاته من الاشياء المهمة ، التى يباركها الجميع ، لكن اختيار المكان ، والاصرار عليه ، يثير التساؤلات ، فهل من المعقول ان اقوم بانشاء عمل مهم ، واغلاق منشات سياحية ومعارض وخلافه ، اى نقوم بعمل على حساب ارزاق الناس ؟ ام ان الادارة المرنة عليها ان  تبحث عن بدائل من شأنها تكريس الرضا الشعبى والتيسير على اصحاب الاعمال الصغيرة  .

يا سادة يا كرام .. المحافظ قرر اقامة كوبرى المشاة امام مداخل منشآت قائمة ، هذه المنشآت التى تميز شارع احمد عرابي بالمهندسين عن غيره من بقية الشوارع ، تحمل اصحابها ما لا يطاق خلال السنوات الخمس الماضية ، وهى التى اغلق غيها الشارع ، وتعطلت تلك المنشات السياحية ، وتوقف نشاطها ، وظلت تدفع الرسوم المقررة للاشغالات  للحى التابع لمحافظة الجيزة خلال تلك الفترة  والتى تقدر بعشرات الآلاف شهريا، فى انتظار  اعادة النشاط المتوقف بعد الانتهاء من الاعمال فى الشارع ، لكن جاء قرار انشاء الكوبرى ، ليقضى على الامل الذى انتظروه طويلاً  ، الم يكن من الاجدى والأجدر ان تتم دراسة الامر قبل اعطاء التعليمات ، والاصرار على المكان ، دون الوضع فى الاعتبار ، اغلاق منشات بها عمالة وجزء من النشاط السياحة الداخلية .

ان كوبري المشاه المزمع انشاءه يسبب ضرراً كبيراً لغالبية المنشآت السياحية "محلات ، مطاعم ، كافيهات " ومنها على سبيل المثال معرض عبدالله للسيارات ومطعم الحصن ومعرض سيارات اوتو دهب ومحل للكاوتش ،  وعيرهم الكثير ،حيث الضرر مباشر ، لانه سيكون فى مداخل

 المحلات المذكوره .

هذه الامور جميعها لم تكن بعيدة عن دراية المحافظ ، لكنها يعلمها وابلغ بها ، ولا توجد مبالغة بان كثيرين من المسؤلين عن عملية الانشاء ، يتندرون من الاصرار على ضرر الناس ، فضلا عن  ان المتضررين انفسهم  ، تقدموا بشكاوي اليه ، يوضحون له فيها ، الاضرار الناجمة عن ذلك ،و اوضحوا فيها الضرر  وقطع ارزاق العاملين فى هذه المحلات، كما ان ذلك سيعرض المنشات  للغلق، مع العلم بأنهم تحملوا الكثير منذ اغلاق الشارع بسبب اعمال مترو الانفاق وكانوا يقومون بدفع اشغالات شهرية لحى العجوزة ، رغم توقف النشاط وعدم وجود اشغالات ، لكنهم تحملوا  في انتظار فتح الشارع لمزاولة نشاطهم من جديد ، الا ان هناك إصراراً على قطع الأرزاق... ونحن من جانبنا لن نتوقف عن دورنا فى القاء الضوء على السلبيات وسيظل الملف مفتوحاً.