الحكومة: الخميس 25 يوليو إجازة رسمية بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       خطة حكومية لزيادة الاستفادة من العلماء والباحثين المصريين في الخارج       بالأرقام الرسمية .. 50 مليون زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية ضمن مبادرة دعم صحة المرأة       اللجنة الخاصة المشكلة بمجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة الجديدة تختتم أعمالها اليوم       تفاصيل مشاركة الأهلى فى أعمال الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية       وزارة المالية : الدولة ليس من دورها إدارة الأصول العقارية       أخبار سارة للموظفين.. المالية تعلن تبكير صرف مرتبات شهر يوليو 2024       بالأرقام الرسمية .. إصدار 32.5 مليون قرار علاج على نفقة الدولة       وزارة العمل تُحذر المواطنين بعدم التعامل مع الشركات والصفحات وأرقام الهواتف الوهمية       إطلاق دورى رياضى لأبناء الأسر في قرى ( حياة كريمة ) تحت شعار ( أنت اقوى من المخدرات )       أخبار سارة : مصر تستهدف إنتاج 800 ألف أوقية ذهب عام 2030  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

سيد سعيد يكتب   2023-04-11T00:10:57+02:00

الوطن فى ضميري

سيد سعيد

منذ أن تفتحت أيامي على الحياة، وأنا أؤمن إيماناً راسخاً ،لا يقترب منه ريب، بأن الله يقيم إقامة دائمة فى قلوب  المخلصين ، و يشع الطمأنينة فى نفوس الأتقياء ، فهو الذى  يحميهم ويحرسهم ويقيهم من شرور البشر  ، و هو الذى يمسك بأيديهم وهم يعبرون جسور الخطر إلى براح الأمان،  مُسلحين بارادة لا تلين وعزيمة لا تُقهر ، كما أنني أؤمن منذ  أيامى البعيدة و مع بدايات الوعى والادراك ، بأن الوطن ليس شارة قماش ملونة نقف لتحيتها فى طابور الصباح، وإن كانت رمزاً يستحق الاجلال والتحية ،و ليس الأناشيد الحماسية التى نرددها أوقات الأزمات والمحن  لاستنهاض الهمم ، وان كانت جزءًا لا يتجزأ من  مفاهيم الإنتماء وغرس القيم ، فالوطن حسب ظني وقناعاتى ، أعمق من هذا كله، فهو الجغرافيا والتاريخ ، المعارك والبطولات والتضحيات ، هو دماء الشهداء التى صبغت طين الأرض البتول ، نحيب الثكالى ، وأنين اليتامى، ودعوات العجائز والبسطاء ، هو  أحلام الطفولة البريئة  فى السنوات البعيدة، أمنيات الصبا والشباب ، هو  زرقة مياه البحر وعذوبة مياه  النيل، هو الزرع والبيوت والحواري ورائحة الطين ، المساجد والكنائس ، المقابر  والأضرحة ومقامات أولياء الله ، والمعابد القديمة ، هو  الحكايات  الفلكلورية ، والأساطير  والحضارة ، المؤسسات الدستورية الصلبة الضامنة للاستقرار  .

اعتدت وفق تلك القناعات التى أؤمن بها منذ أن تشكل وعيي ، أن لا أقف فى المنطقة الرمادية، منطقة "البين بين"، باعتبار أن الحياد فى قضايا الوطن خيانة ، نعم خيانة ، بل خيانة عظمي، فمعارك الوطن لا تحتمل التنظير ولا تحتمل التباين فى وجهات النظر، أو تعدد الخيارات ، فقط خيار وحيد ، إما مع البلد أو ضدها ، مع مؤسساتها فى الحرب ضد أعداء الوطن أو ضدها .

ربما يتسائل سائل ، ما الذى دفعنى للكتابة عن هذا الشأن فى هذا التوقيت ؟.. الاجابة على هذا التساؤل مشحونة بالمفارقات التى تدفع للتوقف أمامها طويلاً ، منها ، أنني أتابع مثل غيرى ، هوس المحاولات الدنيئة التى لا تتوقف لهدم إستقرار الدولة ، فماكينة الشائعات تبث سمومها على مدار الساعة ، حيث يتم إدارة الشائعات وتدويرها على السوشيال ميديا باحترافية للتحريض ضد مؤسسات الدولة ، ومن العجب أن هذا "المورستان" له جمهور من نخبة شائهة لا تبحث الا عن مصالحها الذاتية و مكاسبها الشخصية ، حتى لو كانت المكاسب  على حساب البلد ، والغريب هو تنامى وتيرة المبررات الواهية التى تدور فى فلك الاقناع بأنها معارضة ، وأن تشويه صورة الدولة والجور على مؤسساتها قمة الوطنية ، رغم عدم سلامة تلك المصطلحات فالمعارضة الحقيقية  تقف فى خندق الدولة ولا تساهم فى حملات تشويه العقول  ، والوطنية الحقيقية وليست الزائفة ، تتمثل فى  الالتفاف حول المؤسسات ودعمها ، باعتبار أن الوقوف خلف تلك المؤسسات فريضة وطنية .

يقيناً.. لن تفلح محاولات الهدم والتخريب التى تمولها حكومات وتخطط لها أجهزة استخبارات تريد النيل من مصر لعرقلة اى تقدم لها، فالهدف من الشائعات هو إثارة الفوضى فى ربوع البلاد ، والتحريض ضد المؤسسات ، فمن دون تلك المؤسسات التى تمثل الأعمدة الرئيسية لبنيان الدولة ، تصبح الدولة ، أي دولة، مسرحاً للفوضى وطغيان شريعة الغاب، ناهيك عن السلب والنهب والتخريب .

إن الإستقرار الذى تنعم به الدولة المصرية على المستويات كافة ، لم يأت من فراغ ، إنما بجهود  جبارة ومعارك ذهنية تفوق قدرة العقل على تصورها ، ربما لا يعلم المواطن العادى عن المعارك الضارية ، سوى المواجهات والمداهمات الاستباقية و استشهاد بعض الضباط من أشرف وأنبل أبناء هذا البلد ، لكن هناك الكثير  من الأمور، لا تخرج للعلن ، بل تدور مشاهده فى سرية تامة وبعيداً عن العيون ، فالمتابع للضربات الأمنية ضد التنظيمات الارهابية ، سيتوقف طويلاً أمام براعة ومهارة ضباط الأجهزة الأمنية ، وفى القلب منها جهاز "الأمن الوطني"  الذى يحمل عبء تأمين الجبهة الداخلية بتنوع مفرداتها الأمنية و السياسية والاقتصادية ومكافحة الشائعات و التنظيمات الارهابية والحروب الإلكترونية،وكل هذا يمثل  الاستراتيجية الشاملة للدولة، وفيما يتعلق بالحرب على الارهاب ، حدث ولا حرج ، ابتداءاً من اختراق التنظيمات وتفكيك بنيتها التمويلية والبشرية، وليس انتهاءاً بدعم التوجهات الفكرية القادرة على دحض الخزعبلات والفتاوى الدموية ، وتكفير سلطات الحكم ، فالقضاء على الارهاب ليس مهمة محلية تقتصر على المواجهات كما يتصور البعض ، بل مهمة عابرة للقارات ،  ولا تتوقف عند حدود المداهمات والقبض على العناصر الارهابية قبل تنفيذ عملياتها .

إن تتبع قيادات التنظيمات والجماعات  الارهابية ، يتجاوز الحدود الجغرافية للدولة ويمتد الى عواصم عدة ، حيث تقيم تلك العناصر ، وحيث تتمتع بحماية دولية ، توفرها حكومات غربية وأجهزة استخبارات .

إن أمن الجبهة الداخلية ليس ترف للمجتمعات التى تنشد النهوض ، لكنه من أهم مفردات ومقومات  الأمن القومي بمفهومه الشامل ، فلا تقوى أي دولة على حماية المجتمعات والمؤسسات الدستورية من دون إستراتيجية أمنية ، تقوم على الإبداع والابتكار و مواكبة التطور المذهل فى  أساليب أجهزة المعلومات ، بما يحقق لها التفوق والقدرة على حماية الدولة ، خاصة ان الدولة المصرية تتعرض لحروب شرسة ، لكن تبقى الثقة فى المؤسسة التى تتصدى للحروب فى مجالات الاقتصاد والامن الاجتماعى والأمن السيبرانى ، وعليها يقع عبء التصدى لأى محاولة من شأنها ترويع المجتمع ، فى النهاية .. هذه قناعاني التى أؤمن بها .


مقالات مشتركة