جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

د.محمد صالح يكتب   2023-05-09T08:18:57+02:00

مسلسل كوارث الحرب الروسية – الأوكرانية .. العرض مستمر !!

د.محمد أحمد صالح

 

 

 

مع استمرار الحرب في أوكرانيا، تزداد خسائر الاقتصاد العالمي ، بخلاف التكلفة البشرية والمادية للمواجهات المستمرة حتى اليوم .

 

وقد أكد صندوق المقد الدولى أن العواقب الاقتصادية لهذه الحرب ستكون بالغة الخطورة على الإقتصاد العالمى .

 

وحول تكلفة تأثير حرب أوكرانيا على الاقتصاد العالمي، قالت منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، وهي منظمة حكومية تضم 38 دولة، أنها تقدر بحوالي 2.8 تريليون دولار بنهاية العام المقبل.

وقد تسببت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في ارتفاع أسعار الطاقة، مما أضعف إنفاق الأسر ، وتسبب في نقص الغذاء والضروريات الأخرى، وهز الأسواق في جميع أنحاء العالم.

وتؤكد  التقارير الدولية أن الأسعار قد تزداد، إذا واجهت أوروبا نقصا في الطاقة خلال الشتاء المقبل، مع توقعات بطقس أكثر برودة.

كما أن استهلاك الطاقة سيحتاج إلى الخفض بنسبة تتراوح بين 10 و15 في المئة مقارنة بالسنوات الأخيرة.

ويهدد الارتفاع الحاد للأسعار عددا متزايدا من الشركات التي اضطر بعضها لخفض أنشطته.

وأكدت التقارير أن  الدول المجاورة لأوكرانيا وروسيا هي التي ستدفع الثمن الأكبر.

وكشفت أن الحكومات في جميع أنحاء أوروبا  أنفقت مليارات اليوروهات لمساعدة الأسر والشركات على مواجهة الارتفاع المفاجئ في تكاليف الطاقة وقد جاءت بعض هذه المساعدات في شكل وضع حدود قصوى لأسعار الطاقة. لكن هذه الحدود القصوى تضعف الحافز للأسر لخفض الاستهلاك.

 

ويؤكد الخبراء أن الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي بدأ في شهر فبراير من العام  الماضي، يخيم على العديد من المجالات والقطاعات في العالم، والتي يعد الاقتصاد من أبرزها.

 

فالحرب في أوكرانيا ، دفعت بمنظمة التجارة العالمية إلى أن تخفض توقعاتها للنمو الخاصة بالعام الجاري بمقدار النصف تقريبا، من 4.7 في المئة إلى 2.5 في المئة، بسبب تأثير الحرب والسياسات المتعلقة بذلك، وفقا لما كشفته منظمة التجارة العالمية.

 

ويرتبط تخفيض التوقعات أيضا بمشاكل سلاسل التوريد التي ظهرت نتيجة جائحة كورونا.

 

وقالت منظمة التجارة العالمية إن العوائق سوف تزيد أسعار المواد الغذائية ، وعبرت عن قلقها من الأزمة الغذائية القادمة.

 

وأكدت المنظمة أنه بالرغم من أن أوكرانيا وروسيا تشكلان ما لا يزيد عن 2.5 من صادرات التجارة العالمية إلا أنهما في غاية الأهمية في قطاعات معينة.

 

وأضافت "القلق الأساسي يتعلق بشعب أوكرانيا طبعا، الذين نزحوا من منازلهم ولا يجدون ما يكفي من الطعام".

 

وقالت إن الاقتصاد العالمي سوف يعاني بشدة، وإن الدول الفقيرة هي التي ستشعر بنقص الإمدادات من المواد الغذائية أكثر من غيرها .

 

وقد تأثرت إمدادات القمح والذرة بسبب غزو روسيا لأوكرانيا.

 

وأضافت أنه يتضح من الدراسات التي يجريها حاليا بنك التنمية الإفريقي أن أسعار المواد الغذائية سوف ترتفع بنسبة 20-50 في المئة في الكثير من البلدان.

وبالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية فإن تكلفة بعض السلع الأخرى قد وصلت مستويات قياسية وسط مخاوف من أن تؤدي الحرب وفرض عقوبات على روسيا إلى خلل في التوريد.

 

 

 

من ناحية آخرى ، كشفت منظمة  الأمم المتحدة أن تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على سوق الغذاء العالميـة وحـدها قـديتسـبب فـي جـوع مـا بـين 6.7 ملايـين شـخص إلـى 1.13 مليـون شـخص. وقـد زادت تكـاليف برنـامج الغـذاء العـالمي بالفعل بمقدار 71 مليون دولار شهريا، وهو ما يكفي لخفض الحصص الغذائية اليومية إلى 8.3 ملايين شخص.

بالإضـافة إلـى زيـادة أسـعار السـلع الغذائيـة، وخفـض الإمـدادات منهـا، بمـا فـي ذلـك تـداعيات كوفيـد-19 ،والقيـود المفروضـة علـى الشـحن، وتكـاليف الطاقـة المرتفعـة، وحـالات الجفـاف، والفيضـانات فـي منـاطق الإنتـاج الرئيسـة للسلع الاستراتيجية.

 

ولكل ما سبق فإنه من المؤكد أن عواقب الحرب الأوكرانية – الروسية التي وقعت في 24 فبراير 2022 لن تؤثر على هذين البلدين فحسب، بل سيتأثر بها العالم كله، مع إختلاف نسبي بين منطقة وأخرى .

 

وتشير بعض المصادر إلى أن التضخم العالمي هذا العام سيتجاوز 6 %، لكن بعض الدول الإقتصادية الكبرى ستعاني بشكل أكبر، وسيتضرّر أيضاً معدّل النمو الإقتصادي العالمي بسبب هذه الحرب. وحسب تقارير صندوق النقد الدولي،  أنه «ستزيد المصاعب في وجه صُنّاع القرار والسياسات»، إذ يرى المحللون أنه قد لا تتضح الصورة الكاملة لبعض الآثار لسنوات طويلة، إلا أن هناك علامات واضحة على أن الحرب وما أفضت إليه من قفزة في تكاليف السلع الأولية الضرورية، ستزيد من الصعوبات والتحديات التي تواجه صنّاع السياسات في بعض البلدان لتحقيق التوازن بين إحتواء التضخم ودعم التعافي من الجائحة.

ولتفادي الوصول إلى الأسوأ، لا بد من وجود شبكة أمان عالمية، وإيجاد حلول لوقاية الإقتصادات من الصدمات. 


مقالات مشتركة