جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

د.محمد صالح يكتب   2023-05-18T12:48:01+02:00

كيف تساهم صناعة الدواجن فى مواجهة الأزمة المائية والغذائية ؟!!

د. محمد احمد صالح

 

"  البصمة المائية " ..  ربما يكون هذا المصطلح غير متداول لدى الغالبية العظمى من الناس  ، لكن من المؤكد أنه متداول وبقوة بين  المتخصصين فى إدارة المياه، بحكم طبيعة عملهم فى هذا الشأن.

وفى محاولة لتبسيط الحقائق والمعلومات عن هذه القضية ، التى لها علاقة بجميع جوانب حياتنا الشخصية والإقتصادية والصحية ، يمكن تعريف البصمة المائية بأنها مقياس لكمية المياه المستخدمة لإنتاج كل من السلع والخدمات التى يتم استخدامها مثل المنتجات الزراعية والملابس وغيرها .

 

و يندرج تحت اسم البصمة المائية كل مياه استخدمت فى إنتاج سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وتشمل المياه التى استخدمت من لحظة البدء فى إنتاج وتحضير المواد الخام المكونة للمنتج حتى وصوله إلى المستهلك.

 

و  يجرى احتساب نسبة التبخر وكميات المياه الملوثة الناتجة عن عملية الإنتاج من ضمن البصمة المائية للمنتج، وهذا يجعل البصمة المائية للمنتج نفسه تتغير حسب المنطقة الجغرافية .

 

ويؤكد الخبراء أنه لا يمكن حساب البصمة المائية بدقة  وذلك لكثرة العوامل المؤثرة فى قيمتها لكن  يمكن وضع قيم تقريبية، بحيث يتمكن صناع القرار والشركات والمؤسسات العاملة ترشيد الاستهلاك ورفع كفاءة المياه فى العالم من تحديد أفضل الإجراءات التى يجب اتخاذها للحد من هدر المياه وتوفير مياه عذبة وآمنة وصحية لجميع الأفراد .

 

و تعتمد البصمة المائية لأى دولة على عاملين أساسين؛ هما معدل استهلاك الفرد للمياه، وكفاءة نظام إدارة المياه فى تلك الدول.

 

و  تقسم البصمة المائية إلى قسمين؛ بصمة داخلية وتعنى كل المياه التى يتم استهلاكها داخل الدولة، وبصمة مائية خارجية وهو مجموع البصمات المائية للسلع التى يتم استيرادها من خارج البلاد مقسومًا على عدد سكانها.

 

 

فى هذا السياق ، كشفت الأرقام العالمية ان الانسان الفرد يستهلك يوميا 137 لترا من الماء المباشر (شرب و غسيل و استهلاك منزلي) + 3496 لترا من الماء غير المنظور والمحسوب (مياه افتراضية في الغذاء) أي أن 92% من استهلاك الانسان للمياه تستعمل خلال انتاج الغذاء. و من ثم فإن ضبط استخدام البصمة المائية في ضوء الموارد يتضمن بالضرورة الإدارة الرشيدة في اختيارات النوع الزراعي و تنوع مصادر الغذاء. أما خصوصية الماء الذي يؤكل ضمنيا مع الغذاء(virtual water)، فمن الثابت ان هناك اختلافات جوهرية بين المنتجات الغذائية، من حيث التكلفة المائية، أي الثمن المائي (اذا صح التعبير).

وقد كشفت دراسات متخصصة  أن البصمة المائية لإنتاج الدواجن لها تأثير أقل على الموارد المائية من تأثير المشروعات الخاصة بالحيوانات الأخرى.

وأوضحت الدراسات أن 90% من المياه المطلوبة لإنتاج المنتجات الحيوانية تذهب لإنتاج العلف المطلوب لهذه الحيوانات.

حيث نجد أن إنتاج كيلو واحد من لحم الدواجن يتطلب 1.7 كيلو جرام من الإعلاف مقابل 17 كيلو من الأعلاف لإنتاج واحد كيلو من اللحوم الحمراء  أى أن إنتاج اللحوم الحمراء يتطلب 10 أضعاف الأعلاف المطلوبة لإنتاج الدواجن .

 

وهذا ليس رأيى الشخصى ، بل حقائق عليمة ثابتة أكدها الخبراء  وكشفت أن البصمة المائية لإنتاج لحوم الدواجن والبيض، أقل بكثير من البصمة المائية لإنتاج اللحوم الحمراء (لحم البقر والضأن والماعز) .

ولذلك  يجب أن توجه الدولة جهودها لتشجيع صناعة الدواجن فى مصر  لإنتاج لحم الدواجن والبيض بدلاً من اللحوم الحمراء، من أجل المساهمة في تحسين الأمن الغذائي والمائي ، وهذا الأمر يتطلب التركيز على إنتاج الأعلاف من المحاصيل المطرية بدلاً من المحاصيل المروية لتوفير العملات الصعبة حيث أن فاتورة استيراد الذرة الصفراء وفول الصويا تصل لأكثر من 6 مليارات دولار حالياً .


مقالات مشتركة