الكاتب الصحفى علاء شديد يكتب : ( صحح فكرك ) في جامعة القاهرة !!

في أكثر من مناسبة كانت هناك تصريحات للرئيس السيسي تطالب بضرورة العمل على تجديد الأفكار وبخاصة الفكر الديني، بما يعبر  وبصدق عن الدين وتعاليمه السمحة، وهو الأمر الذي قامت أجهزة الدولة سواء عبر وزارة الأوقاف أو وسائل الإعلام المختلفة بالعمل على إطلاق العديد من المبادرات  لتحقيق هذا الهدف، إضافة إلى مبادرات أخرى تستهدف استعادة السمات المعروفة للشخصية المصرية التي توارى بعضها جراء الأفكار  والسموم الفكرية التي يتم بثها في نفوس الأجيال الجديدة عبر  وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال الفضائيات المتربصة بالدولة المصرية.

ولعل أبرز مهام البحث العلمي والجهات القائمة عليه تقوم على دراسة مثل هذه الأفكار ومحاولة بيان الطريقة المثلي لمواجهتها، إضافة إلى بيان الأفكار المورثة المتناقضة التي توارثتها الأجيال ودللت التجربة العملية انها بلا نتائج إيجابية. وهو الأمر الذي تصدت له جامعة القاهرة من خلال كلية التربية النوعية، حيث قام طلاب قسم الإعلام التربوي- فريق مشروع الإذاعة والتليفزيون - وعددهم 24 طالب وطالبه بقيادة الأستاذ الدكتور حسن خليل الأستاذ بالقسم بتخصيص مشروع التخرج حول تصحيح الأفكار المغلوطة والذي حمل عنوان " صحح فكرك" ومن ثم تجديد الفكر بشكل يتواكب مع العصر الراهن، ليس فقط دينيًا ولكن مجتمعيًا وتربويًا، حيث تم اعداد فيلم يتناول هذه الأفكار وكيفية تسليط الضوء عليها وطرح الحلول الممكنة لتطويرها وتصحيحها، إضافة معرض للتصوير الفوتوغرافي يشير بشكل مباشر إلى الأفكار السلبية أو المغلوطة التي أصبحت تؤرق المجتمع جراء انتشارها بين المراهقين والشباب.

ولعل ما قام به فريق كلية التربية النوعية – جامعة القاهرة، ممثلة في قسم الاعلام التربوي يمثل ترجمة فعلية لمهام هذا التخصص العلمي الفريد، الذي يتولى دراسة كيفية اعداد رسالة إعلامية قادرة على النفاذ إلى عقول المراهقين والشباب، بل ويقوم كل منهم بالتعبير من خلاله عن نفسه، أي أنه نوع من الإعلام القادر على التأثير في عقول ووجدان أجيال المستقبل واعدادهم وفق أفكار ورؤى متطورة ليكون كل منهم قادرًا  إما على تطوير المجتمع أو الحفاظ على القيم والتقاليد ، خاصة وأن رسالة الإعلام التربوي تقوم في الأساس على اعداد رسالة إعلامية ذات ابعاد تربوية تدعم الشخصية وتستهدف الأفكار وتواجهها وتقوم بتصحيحها وهو الهدف الراهن من وراء مشروعات تخرج الطلبة بقيادة الأستاذ الدكتور حسن خليل، التي استهدفت ما يقرب من 5 أفكار سلبية بالتحليل والدراسة بشكل متكامل ومتقن علميًا.

أمام هذه التجربة الرائدة لجامعة القاهرة، هناك ضرورة أن تتولى الجامعات المصرية توجيه الجهات البحثة لديها لدراسة الأفكار والظواهر المجتمعية وتصحيحها بما يجعلها مساهمة في تطوير المجتمع أو على الأقل المساهمة في التوعية بهذه الأفكار، ومن ثم خلق أجيال جديدة قادرة على الحفاظ على هويتها الوطنية.