د.نهلة صلاح تكتب : تطبيقات الذكاء الاصطناعي..... إلى أين ؟

   أحدث الذكاء الاصطناعي (AI) ثورة في مختلف جوانب الحياة ، من التعليم إلى الترفيه والرعاية الصحية وحتى التواصل، ويعد أحد أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي هو تطوير روبوتات المحادثة، برامج محادثة آلية مصممة للتفاعل مع البشر من خلال واجهات نصية أو صوتية؛ حيث تستخدم روبوتات المحادثة تقنيات معالجة اللغة الطبيعية (NLP) وخوارزميات التعلم الآلي وقواعد البيانات الواسعة لفهم استفسارات المستخدمين أو عباراتهم والاستجابة لها بذكاء.

     وتعد ربوبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي عبارة عن نوع من روبوتات الدردشة تُستخدم لمساعدة البشر على التفاعل مع التكنولوجيا وأتمتة المهام، وأتاحت التحسينات في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وعلم البيانات ومعالجة اللغة الطبيعية انتشار روبوتات الدردشة من خلال تسهيل إنشاء الروبوتات الخاصة بالمحادثات لمجموعة متنوعة من التطبيقات التي تفيد الشركات وعملائها وموظفيها.

    ويستفيد أيضًا العملاء من استخدام روبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي؛ حيث توفر روبوتات الدردشة للعملاء إمكانية الوصول إلى المساعدة أو خدمة العملاء المتوفرة عند الطلب دون قيود، وعند تفاعل العملاء مع روبوتات الدردشة، يمكنهم الحصول على إجابات لأسئلتهم في أي وقت، كما أنهم يميلون إلى الحصول على تجارب مبيعات أسهل ويكون لديهم اتصال شخصي أكثر بالعلامات التجارية التي يتفاعلون معها.

    وهناك فئتان أساسيتان من روبوتات المحادثة: إما قائمة على القواعد أو قائمة على الذكاء الاصطناعي، وتعمل روبوتات المحادثة المستندة إلى القواعد على مجموعة ثابتة من القواعد وتستجيب لمدخلات المستخدم بناءً على أنماط أو كلمات رئيسية محددة مسبقًا، فهى سهلة التطوير نسبيًا، لكنها تفتقر إلى القدرة على التعلم والتكيف بمرور الوقت،  ومن ناحية أخرى تستفيد روبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي من تقنيات التعلم الآلي المتقدمة لتحسين أدائها باستمرار، فهم قادرون على فهم السياق والتعامل مع المحادثات المعقدة ، وتقديم ردود مخصصة للمستخدمين.

     ولروبوتات المحادثة العديد من التأثيرات الإيجابية مثل : خدمة عملاء محسنة؛ حيث أحدث Chatbots  ثورة في خدمة العملاء، فهو يقدم الدعم الفوري والردود على استفسارات العملاء ويمكنه التعامل مع محادثات متعددة في وقت واحد ، مما يقلل من أوقات الانتظار ويحسن رضا العملاء، وتوفير التكاليف حيث يمكن أن يؤدي نشر روبوتات المحادثة إلى توفير كبير في التكلفة للشركات من خلال أتمتة المهام الروتينية وتقليل الحاجة إلى ممثلين بشريين لخدمة العملاء، وإمكانية وصول محسّنة : فدمج روبوتات المحادثة مع العديد من الأنظمة الأساسية والأجهزة ، مما يجعلها في متناول مجموعة واسعة من المستخدمين، ويمكن أيضًا تصميمها لدعم لغات متعددة  وتحسين التواصل والتفاهم بين الثقافات المختلفة، بالإضافة لقدرتها على  التخصيص: فيمكن لروبوتات الدردشة AI تحليل تفضيلات المستخدم وسلوكه لتقديم ردود وتوصيات وتجارب مخصصة، كما يمكنها دعم الصحة العقلية: فقد تم تطوير روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي لتقديم دعم للصحة العقلية وتوفير وسيلة مريحة وغير قضائية للمستخدمين لمناقشة أفكارهم ومشاعرهم.

   وعلى النقيض فالروبوتات المحادثة العديد من التأثيرات السلبية مثل : فقدان اللمسة البشرية، فمع انتشار روبوتات المحادثة بشكل أكبر هناك خطر أن التفاعل بين البشر يمكن أن يتضاءل، مما يؤدي إلى فقدان التعاطف والفهم في خدمة العملاء والقطاعات الأخرى، بالإضافة إلى مخاوف الخصوصية والأمان، فروبوتات المحادثة تقوم بجمع ومعالجة كمية هائلة من البيانات الشخصية، مما يثير مخاوف بشأن الخصوصية والأمان إذا لم يتم حمايتها بشكل صحيح، فقد تتعرض هذه البيانات للخطر أو يساء استخدامها، وأيضًا مخاوفها الأخلاقية مثل: احتمال وجود خوارزميات متحيزة ونقص شفافية في كيفية اتخاذ روبوتات المحادثة للقرارات، وهو ما يحتم على كل القطاعات التعامل بحظر مع تلك التطبيقات لتفادي تأثيراتها السلبية، كما أنها خطر يهدد العديد من الوظائف التي سيتم الاستغناء عنها واحلالها بتطبيقات الذكاء الاصطناعي توفيرًا للوقت والنفقات، فتطبيقات الذكاء الاصطناعي تتطور بشكل متسارع ولا متناهي في كل مجالات الحياة.