البنك المركزي يكشف أسرار تراجع معدلات التضخم       الداخلية تعلن القبض على المتهم في واقعة العبارات المسيئة على شاشة فيصل       الحكومة تنفي عودة عمل الموظفين بنظام ( الأونلاين ) يوم واحد أسبوعيًا       أخبار سارة .. المركز القومي للبحوث ينجح في إنتاج مُخصب حيوي يزيد إنتاج المحاصيل الزراعية       وزير الإسكان : الدولة لن تسمح مرة أخرى بالبناء غير المخطط والعشوائي والمخالفات       التفاصيل الكاملة لزيارة وفد قيادات الأوقاف ل شيخ الأزهر       الحكومة: الخميس 25 يوليو إجازة رسمية بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       خطة حكومية لزيادة الاستفادة من العلماء والباحثين المصريين في الخارج       بالأرقام الرسمية .. 50 مليون زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية ضمن مبادرة دعم صحة المرأة       اللجنة الخاصة المشكلة بمجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة الجديدة تختتم أعمالها اليوم       تفاصيل مشاركة الأهلى فى أعمال الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

تحقيقات وملفات   2023-08-17T10:39:38+02:00

سيد سعيد يكتب : حان موسم الحصاد ولا عزاء لمروجي الفوضى

 

لا أحد ،مهما كانت براعته فى الجور علي  المنطق، يستطيع إنكار  حزمة من الحقائق ، منها ما يبعث علي الخوف، وأكثرها يحفز علي التفاؤل ، ولأنني منحاز دائماً للشرائح المجتمعية البسيطة علي امتداد البلاد ، سأبدأ بالمعاناة التي يتعرضون لها ، جراء الغلاء و عدم القدرة علي ملاحقة جنون الأسعار، فالمعاناة من متطلبات المعيشة  حقيقة لا تقبل الجدل، أو التسفيه من تداعياتها علي الملايين من البسطاء ، أيضاً علي نفس الجانب حقيقة أخري لا يمكن إنكارها أو التقليل منها، مفادها  أن الدولة تمر ، مثل بلدان كثيرة ، بأزمة اقتصادية ودين يستنزف نسبة هائلة من الناتج القومي ، وإذا توقفنا أمام تلك الجوانب دون سواها ، من الطبيعي أن تتنامي مساحة القلق والخوف والغضب من سياسات الحكومة ، لكن إذا اتسعت زاوية الرؤية ، وأصبحت الرؤية شاملة ربما يتبدد الخوف، بل من المؤكد أنه سيتبدد ، و قطعاً ستتنامي مساحة التفاؤل الإيجابي ، فهناك مؤشرات قوية تذهب الي  قرب الخروج من الأزمة الحالية ، وبالتأكيد سيكون المردود علي الشعب ، وما أرمي اليه ليس من قبيل العبارات الانشائية أو لدغدغة المشاعر ، إنما  لوجود معطيات علي الأرض يتم البناء عليها .

ففي أدبياتنا الشعبية المتوارثة ، كثيراً ما نردد مقولات لها معني ومغزي  يفهمها غالبية المصريين ، منها علي سبيل المثال ، من جد وجد ،،، ومن زرع حصد ، وهنا مكمن القصد ، هل هناك زرع من دون اصلاح التربة وتوفير مياه الري ، ثم غرس البذور  ثم جني الثمار فى مواسم الحصاد ، أكرر مرة أخري "مواسم الحصاد"، أي من دون استعجال علي قطف المحصول أو انتظاره في غير مواسمه ، ما فعلته الدولة هو بالضبط ما قصدته ، قامت بتهيئة الأرض من بنية أساسية و التوسع في العمران من خلال المدن الجديدة ، وتشييد الطرق وخلق شرايين تربط البلاد من شمالها الى جنوبها ، ومن شرقها لغربها ، وهذا لتشجيع  الاستثمار فى المجالات المختلفة ،، نعم .. الدولة  استدانت ، نعم..  هناك معاناة لا يجب اغفالها، لكن هناك ألف ضرورة للحاق بركب التقدم والتحضر  والتنمية الاقتصادية ، لكي تتبوء  مصر مكانة تليق بها بين الأمم ، خاصة أننا نعيش في كوكب لا يقيم وزناً للضعفاء ، لذا لا يمكن أغفال الإيجابيات التي نراها ونلمسها .

لك  في السياق نفسه  ، يجب علي الدولة ضبط صيغة الرسالة الإعلامية ، وهذا لا يتحقق إلا من خلال وجوه لديها عمق ثقافي  ومعرفي ، ولديها قدرة على التأثير ، فاي رسالة إعلامية بذات الوجوه التى فقدت الالتفات نحوها ، تزيد من الفجوة بين المواطن والحكومة ، بل تساهم سواء بدراية أو بدون دراية فى خلق رؤي ومواقف شعبية متنافرة ،فى بلد يحاصر من كل الاتجاهات ، بل ويخوض تحديات على المستويات كافة،  وهذه التحديات تبدو  الأخطر منذ مئات السنين، لذا يجب التوعية بحجم ما تحقق على أرض الواقع ، والأهم دعم القيادة السياسية ليبدأ بنفسه حصاد ثمار ما زرع  منذ توليه مسؤولية الحكم .

وبمناسبة الرسالة الإعلامية ، سأتوقف أمام الكم الهائل للمآسي التي أبتليت بها مجتمعاتنا فى الأونة الأخيرة ، ترديد ما تبثه السوشيال ميديا بتنوعها من حكايات لا علاقة لها بالواقع، فقط، استخدام جزء سلبي ، ولو ضئيل من هذا الواقع بكل إشكالياته  وتعقيداته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، للبناء عليه والتأكيد علي إثبات المصداقية، بهدف جذب الجمهور ،وخلق حالة من التماهي مع ما يتم بثه، وعلي أثر ذلك يتفاعل معه البعض، من دون إستعمال العقل، وهذا فى تقديري يمثل خطراً كبيرًا علي المتلقى ، فقد إمتلأت منصات التواصل الاجتماعي بأمور اختلط فيها الغث بالثمين ، تهدف العزف علي أوتار المعاناة التى لا ينكرها أحد ، حتي الحكومة ذاتها ، فهي تقر بها وتعمل على تلاشيها أو الحد من مخاطرها على الشرائح الفقيرة  وفق استراتيجية شاملة .

ان الحرب الإعلامية الموجهة ضد الدولة المصرية ، تهدف زعزعة الاستقرار بشائعات ومعلومات مغلوطة عن انهيار الدولة ، وهروب شخصيات كانت مؤثرة ، وتهريب أموال ، وأن الثورة على الأبواب  و.. و... الخ ، هذه الحرب يديرها متخصصون     لنشر الاحباط و اليأس و اشعال الغضب فى النفوس ، فهذه الألة الإعلامية الجبارة ، تعمل ليل نهار ليكون المجتمع فى حالة من الاستفزاز المتواصل و خلق حالة من البلبلة و القلق لدي الشعب ، محاورها الرئيسية  تدور فى فلك تزكية السخط علي الدولة ونظام الحكم ، بأمل ان ينتقل الغضب من السوشيال ميديا الى ارض الواقع ، وهذا يتطلب رسالة إعلامية ناضجة تدحض الأكاذيب بالتوعية والتحفيز على التفاؤل القائم علي معطيات حقيقية ، وإبراز الانجازات التى تحققت بالفعل ،وحان وقت جني ثمارها .. انتبهوا جيداً للحرب المعلنة فى صحف اجنبية مهمتها نشر  تقارير مضروبة ، وميديا هدفها التحريض وإعلام داخلي "بليد".... يا سادة  ولوا وجوهكم صوب الإيجابيات فقد حان وقت الحصاد .


مقالات مشتركة