تقنية Blockchain والعملات الرقمية

    البلوك تشين هى تقنية تسمح لشخص أو شركة ما بنقل أصول ذات قيمة إلى شخص آخر بأمان ودون تدخل أيّ وسيط، والبلوك تشين ببساطة هى سلسلة من السجلات أو الكتل الثابتة من البيانات، وتتم إدارتها من قِبل مجموعة من الحواسيب غير المملوكة لأي كيان واحد ويتم تأمين كتل البيانات باختصار( كتلة ( Block- وترتبط ببعضها البعض باستخدام مبادئ التشفير.

   وتعود جذور تقنية سلسلة الكتل إلى أواخر السبعينيات عندما حصل عالم حاسوب يسمى رالف ميركل على براءة اختراع عن أشجار التجزئة أو أشجار ميركل، وتعد هذه الأشجار بنية لعلوم الحاسوب لتخزين البيانات عن طريق ربط الكتل باستخدام التشفير، وفي أواخر التسعينيات، استخدم ستيوارت هابر ودابليو سكوت ستورنيتا أشجار ميركل لتنفيذ نظام لا يمكن التلاعب فيه بالطوابع الزمنية للوثائق، كانت هذه هى الحالة الأولى في تاريخ سلسلة الكتل، واستمرت التكنولوجيا في التطور على مدى هذه الأجيال الثلاثة:                                                        

الجيل الأول – البيتكوين والعملات الافتراضية الأخرى:

   في عام 2008، حدد شخص مجهول أو مجموعة من الأفراد المعروفين فقط باسم ساتوشي ناكاموتو تقنية سلسلة الكتل في شكلها الحديث، استخدمت فكرة ساتوشي عن سلسلة كتل البيتكوين كتلاً بسعة 1 ميجابايت من كتل المعلومات لمعاملات البيتكوين، ولا تزال العديد من ميزات أنظمة سلسلة كتل البيتكوين محورية لتقنية سلسلة الكتل حتى اليوم.                                   

الجيل الثاني – العقود الذكية:

   بعد بضع سنوات من ظهور عملات الجيل الأول، بدأ المطورون بالتفكير في تطبيقات سلسلة كتل بخلاف العملات المشفرة، على سبيل المثال، قرر مخترعو عملة الإيثريوم استخدام تقنية سلسلة الكتل في معاملات نقل الأصول، وكانت إسهاماتهم الكبيرة هى ميزة العقود الذكية.          

الجيل الثالث – المستقبل:

    بينما تكتشف الشركات تطبيقات جديدة وتنفذها، تستمر تقنية سلسلة الكتل في التطور والنمو، حيث تقوم الشركات بالتغلب على قيود التوسع والحساب، والفرص المحتملة لا حدود لها في ثورة سلسلة الكتل المستمرة.                                                                               

  وتقدم تقنيات قواعد البيانات التقليدية العديد من التحديات فيما يتعلق بتسجيل المعاملات المالية، على سبيل المثال، فكر في بيع عقار بمجرد تبادل الأموال، يتم نقل ملكية العقار إلى المشتري بشكل فردي، يمكن لكل من المشتري والبائع تسجيل المعاملات النقدية، ولكن لا يمكن الوثوق بأي من المصدرين؛ حيث يمكن للبائع أن يدعي بسهولة أنه لم يستلم الأموال بالرغم من حصوله عليها، كما يمكن للمشتري أن يجادل بالمثل بأنه قد دفع الأموال حتى لو لم يكن قد دفعها.               

   ولتجنب المشكلات القانونية المحتملة، يجب على طرف ثالث موثوق به الإشراف على المعاملات والتحقق من صحتها، لا يؤدي وجود هذه السلطة المركزية إلى تعقيد المعاملة فحسب، بل ينشئ كذلك نقطة ثغرة أمنية واحدة، إذا تم اختراق قاعدة البيانات المركزية، فقد يعاني كلا الطرفين.                                                                                         

    واستنادًا إلى ما سبق تخفف سلسلة الكتل من هذه المشكلات من خلال إنشاء نظام لامركزي ومقاوم للتلاعب لتسجيل المعاملات، ففي سيناريو معاملة العقارات، تُنشئ سلسلة الكتل سجل حسابات واحدًا لكل من المشتري والبائع ويجب أن تتم الموافقة على جميع المعاملات من قبل الطرفين ويتم تحديثها تلقائيًا في سجل حسابات كل طرف في الوقت الفعلي، فأي فساد في المعاملات السابقة سيفسد سجل الحسابات بأكمله، وأدت خصائص تقنية سلسلة الكتل هذه إلى استخدامها في مختلف القطاعات، بما في ذلك إنشاء عملة رقمية مثل البيتكوين.               

    ولابد من التأكيد على أنه يوجد اختلاف رئيسي بين بنية قاعدة بيانات البلوك وقاعدة البيانات التقليدية، حيث تجمع البلوك تشين المعلومات في مجموعات تعرف باسم الكتل، يمكن لهذه المجموعات الاحتفاظ بمجموعات معلومات متعددة، كل كتلة لها سعة تخزين معينة وهى مرتبطة بالكتلة المملوءة السابقة، ويؤدي هذا إلى إنشاء سلسلة من البيانات تسمى البلوك تشين، ويتم دمج أي معلومات جديدة تتبع الكتلة المضافة حديثاً في كتلة جديدة، والتي ستتم إضافتها إلى تلك السلسلة بمجرد ملؤها.                                                                         

    والجدير بالذكر أن قاعدة البيانات تقوم عادةً ببناء بياناتها في جداول ومع ذلك، فإن البلوك تشين يبني بياناته في أجزاء (كتل)، عندما يتم ربط هذه الكتل اللامركزية معاً، فإن بنية البيانات هذه تخلق جدولاً زمنياً لا رجوع فيه من البيانات بمجرد ملء الكتلة، تصبح جزءاً من المخطط الزمني، ويتم تعيين طابع زمني لكل كتلة عند إضافتها إلى السلسلة.                               

استخدامات تكنولوجيا بلوك تشين في الخدمات المالية:

   يمكن استخدام البلوك تشين لتسهيل عمليات الدفع الآمنة والفعالة من خلال التخلص من الحاجة إلى الوسطاء، وتستخدمها العديد من المؤسسات بالفعل مثل: الريبل و ستيلر، على سبيل المثال، هما من أكثر الخدمات شعبية للمعاملات المالية، تستخدم هذه الخدمات تقنية البلوك تشين لتقليل عدد البنوك الوسيطة بحيث يمكن للأفراد أو المنظمات تحويل الأموال دولياً بشكل أسرع وأكثر أمنًا  وكفاءة.                                                                                     

    ولكن ليس هذا هو الشيء الوحيد الذي يتم استخدام بلوك تشين من أجله عندما يتعلق الأمر بالصناعة المالية التقليدية، حيث تدور حالة الاستخدام الأكثر تطوراً للبلوك تشين حول المال، فتساعد تقنية البلوك تشين في أنظمة التداول وأسواق المال في الحماية من غسيل الأموال، ومن المحتمل أن يتوسع هذا النشاط أكثر في وقت قريب.                                            

التأمين:

    التأمينات هى واحدة من أفضل تطبيقات بلوكشين - العقود الذكية، حيث تتيح العقود الذكية للعملاء وشركات التأمين على حد سواء إدارة مطالبهم بشكل آمن وشفاف، ويمكن لشبكة البلوك تشين تسجيل جميع المطالبات والعقود، مما سيؤدي إلى القضاء على المطالبات غير الصالحة حيث سيتم رفض المطالبات المتعددة لنفس الحادث.                                                

إدارة سلسلة الامدادات:

    يجعل دفتر الأستاذ غير القابل للتغيير في البلوك تشين النظام مناسباً تماماً لمهام مثل تتبع البضائع في الوقت الفعلي أثناء انتقالها عبر سلسلة التوريد، فالشركات التي تنقل هذه البضائع لديها العديد من الخيارات عند استخدام البلوك تشين، فيمكن استخدام إدخالات بلوك تشين لسلسلة التوريد لإنشاء قائمة انتظار وتعيين البضائع إلى حاويات شحن مختلفة، فالبلوك تشين هى طريقة ديناميكية لتنظيم بيانات التتبع وتشغيلها.                                                       

إدارة حقوق النشر:

     يمكن استخدام البلوك تشين لتخزين الأعمال الأصلية وتصنيفها، فغالباً ما يكون من الصعب على المؤلفين العثور على الأدوات المناسبة لفهرسة أعمالهم وإثبات ملكية حقوق النشر، وقد لا يتمكن المؤلفون من تحديد المستغلون الذين يستخدمون أعمالهم، فستحتاج الأطراف الثالثة إلى معرفة من يمكنه الحصول على الترخيص، فالعديد من المؤلفين غير قادرين على وقف الانتهاكات وتحقيق الدخل من أعمالهم، حيث يسمح البلوك تشين بإنشاء حقوق التأليف والنشر تلقائياً بعد إنشاء أي عمل إبداعي.                                                                      

                                                                  ملكية البيانات الشخصية والممتلكات:

 من مهام الحكومة الاحتفاظ بسجلات حول مواطنيها (على سبيل المثال، بيانات الولادة، والوفاة، والحالة الاجتماعية، ونقل الملكية) ومع ذلك، يمكن أن تكون إدارة هذه البيانات معقدة، ولا تتوفر بعض السجلات إلا في شكل ورقي، وفي بعض الأحيان، يجب على المواطنين زيارة مكاتب الحكومة المحلية فعلياً لإجراء أي تغييرات، فهذه العملية مملة وتستغرق وقتاً طويلاً وغالباً ما تكون محبطة، ويمكن أن تجعل تقنية البلوك تشين هذه الإجراءات أكثر سهولة وأمانًا.                  

الرعاية الصحية:

هناك العديد من الاحتمالات التي تخدمها البلوك تشين في مجال الرعاية الصحية؛ حيث يمكن للبلوك تشين تخزين البيانات الصحية العامة مثل العمر والجنس وربما بيانات التاريخ الطبي الأساسية مثل العلامات الحيوية أو سجل التحصين، لا يمكن استخدام أي من هذه البيانات لتحديد هوية المريض هذا هو السبب في أنه يمكن تخزينها على بلوك تشين مشترك، حيث يمكن للأشخاص الآخرين الوصول إلى نفس المعلومات، ولن يكون هناك أي مخاوف تتعلق بالخصوصية.       

   بالإضافة إلى ما سبق يمكن للبلوك تشين ربط الأجهزة الطبية المتصلة بالسجلات الصحية للشخص، ويمكن تخزين البيانات التي تم إنشاؤها بواسطة بلوك تشين الرعاية الصحية على الأجهزة وإرفاقها بالسجلات الطبية للفرد، حيث تعد قوائم البيانات إحدى المشكلات الرئيسية المتعلقة بالأجهزة الطبية المتصلة، ولكن يمكن حل هذا الأمر عبر تقنية البلوك تشين.                            

    وهذه ليست سوى أمثلة قليلة لكيفية استخدام البلوك تشين، فهناك العديد من حالات الاستخدام البارعة الأخرى لتقنية بلوك تشين، والتي قد لا تكون بالضرورة عامة للصناعة ولكنها خاصة بالشركات، مما يحتم على المنظمات أن تنظر بعمق في أعمالها لتحديد المزايا ذات الصلة بالبلوك تشين الأكثر فائدة لترقية منتجاتها وخدماتها ابتداًء من الشفافية أو الأمان أو إمكانية الوصول العام أو الثبات أو التدقيق.