الرئيس السيسى يكتب لـ« الأهرام » بمناسبة صدور العدد 50000.. تحية تقدير واعتزاز

بداية أوجه تحية تقدير واعتزاز إلى كل العاملين فى مجال الصحافة والإعلام بشكل عام، من صحفيين وإداريين وعمال، وإلى أبناء مؤسسة «الأهرام» بشكل خاص، بمناسبة هذا الحدث المتميز والفريد، حدث إصدار العدد رقم ٥٠٠٠٠ (خمسين ألفا) من صحيفة «الأهرام» العريقة والمتميزة التى صمدت فى قلب الأحداث ما يقرب من ١٤٨ عاما منذ تأسيسها فى ٢٧ ديسمبر ١٨٧٥ حتى الآن.

عاصرت «الأهرام» على مدى تاريخها الطويل العديد من الأحداث الكبرى والثورات، لتكون ذاكرة مصر والعالم العربى المعاصرة، وتعكس بكل دقة ومهنية كل تفاصيل الحياة المصرية على اختلاف ألوانها وتباين فنونها ومذاهبها، وترصد فرص التقارب والتباعد بين مصر ومحيطها العربى والخارجي، وتسجل كل الأحداث المحلية والإقليمية والدولية فى إطار تقاليد مهنية راسخة وموضوعية.

تلك التقاليد التى نتطلع إلى استمرارها وتعميقها فى إطار الجمهورية الجديدة.. جمهورية الحلم والأمل.. جمهورية العلم والعمل.. الجمهورية القادرة وليس الغاشمة.. تلك الجمهورية الباسقة والفريدة والمتميزة التى تقاوم معاول الإحباط واليأس، وتنشر الأمل والخير والتعمير والرخاء فى كل مكان على الخريطة المصرية بلا استثناء، فى إطار مفهوم الحياة الكريمة لكل المواطنين، والدولة القوية القادرة على حفظ أمنها القومى والعربي.

إن الاحتفال بصدور العدد ٥٠ ألفا جاء وسط تحديات وظروف صعبة ومعقدة تمر بها القضية الفلسطينية.. تلك القضية الراسخة فى ضمير ووجدان كل مصرى وعربى بوصفها قضية العرب الأولي، لتضيف إلى سجل الأحداث الذى عاصرته صحيفة «الأهرام» صفحة جديدة من صفحات تاريخ القضية الفلسطينية منذ وعد بلفور فى ١٩١٧ مرورا بنكبة فلسطين فى ١٩٤٨، وهزيمة ١٩٦٧، وكذلك كل مراحل الصراع والتفاوض حتى اندلاع الأزمة الأخيرة فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، وما أعقبها من تطورات ساخنة حتى الآن.

إننى أتطلع إلى دور أكثر تميزا لمؤسسة «الأهرام»، وكل المؤسسات الصحفية المصرية، ووسائل الإعلام المختلفة فى المرحلة المقبلة، فى إطار دورها التوعوى والتنويرى والتثقيفى للأجيال الحالية والمستقبلية فى الجمهورية الجديدة، لتواكب ما تعيشه الدولة المصرية من تقدم ونهضة على جميع المستويات، وتحفظ لمصر ريادتها وتفوقها فى المجال الصحفى والإعلامى فى وقت يلعب فيه الإعلام دورا محوريا فى أوقات السلم والحرب بلا استثناء.

كل التحية والتقدير لأبناء مؤسسة «الأهرام» فى جميع المواقع، وتمنياتى دوام النجاح والتوفيق.