الحكومة: الخميس 25 يوليو إجازة رسمية بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       خطة حكومية لزيادة الاستفادة من العلماء والباحثين المصريين في الخارج       بالأرقام الرسمية .. 50 مليون زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية ضمن مبادرة دعم صحة المرأة       اللجنة الخاصة المشكلة بمجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة الجديدة تختتم أعمالها اليوم       تفاصيل مشاركة الأهلى فى أعمال الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية       وزارة المالية : الدولة ليس من دورها إدارة الأصول العقارية       أخبار سارة للموظفين.. المالية تعلن تبكير صرف مرتبات شهر يوليو 2024       بالأرقام الرسمية .. إصدار 32.5 مليون قرار علاج على نفقة الدولة       وزارة العمل تُحذر المواطنين بعدم التعامل مع الشركات والصفحات وأرقام الهواتف الوهمية       إطلاق دورى رياضى لأبناء الأسر في قرى ( حياة كريمة ) تحت شعار ( أنت اقوى من المخدرات )       أخبار سارة : مصر تستهدف إنتاج 800 ألف أوقية ذهب عام 2030  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

تحقيقات وملفات   2023-10-29T08:55:58+02:00

مقالات عن   طوفان الأقصى

«صوت الملايين » تفتح ملف التهجير في تاريخ العرب

ايمان عاطف

جددت جرائم الحرب والمجازر التي ارتكبها، الاحتلال  الاسرائيلي الغاشم، على الأراضي الفلسطينية خلال الأيام الماضية، وكانت الأكثر ضراوة وعدوانية وراح ضحيتها أكثر من 5 الاف شهيد فلسطيني من جميع الاعمار اطفالا وشبابا ورجالا ونساء ، قضية التهجير ، التي تسعى اسرائيل إليه منذ عام 1948 .

 

 يأتي ذلك في الوقت الذي أفسدت فيه  القيادة السياسية، بزعامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ، المخطط الصهيوني ، لتهجير الفلسطنيين ، خارج أراضيهم، كخطوة هامة لهم في  المخطط الرئيسي لتصفية القضية الفلسطنية برمتها .

وكان رد الرئيس السيسي واضحا، وموقف الدولة المصرية حاسما في قضية التهجير، برفض هذا المخطط، وكشفه منذ اللحظات الأولى للعدوان الإسرائيلي على المنشآت في غزة وعلى المدنيين الفلسطنيين العزل .

 وحذر الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأسبوع الماضي في المؤتمر الصحفي المشترك  الذي عقده مع المستشار الألماني ، من خطورة تصفية القضية الفلسطينية، قائلا: "إن تصفية القضية الفلسطينية أمر في غاية الخطورة.. لأننا نرى أن ما يحدث في غزة الآن ليس فقط حرص إسرائيل على توجيه عمل عسكري ضد حماس، إنما محاولة لدفع سكان المدنيين إلى اللجوء والهجرة الى مصر.

 

أضاف الرئيس السيسي خلال مؤتمر صحفى مشترك مع المستشار الألماني: هتكلم بمنتهي الصراحة .. لكل من يهمه السلام في المنطقة منقبلش كلنا، مش بس في مصر.. نحن دولة ذات سيادة حرصت خلال السنوات الماضية منذ توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل على أن يكون هذا المسار خيارا استراتيجيا نحرص عليه وننميه، ونسعى أيضا على أن يكون هذا المسار داعم لدول أخرى للانضمام اليه.

 

أكد الرئيس السيسي: "عاوز أقول إن القطاع الآن تحت سيطرة إسرائيل، وخلال السنوات الماضية مش هقول لم تنجح إسرائيل في السيطرة على بناء قدرات عسكرية للجماعات والفصائل الفلسطينية.. لكن عاوز أقول إيه اللى خلى الموضوع يصل لكده؟ هل فيه أفق ودولة فلسطينية كانت خلال العشرين تلاتين سنة اللى فاتت؟..هل نجحنا إنها تخرج إلى النور رغم المبادرات المختلفة والقوانين المختلفة التي صدرت من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، والمبادرات العربية اللى اتقدمت في هذا الشأن على إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح.. وطرحنا ده وتكون فيه قوات أممية والناتو والدول العربية تضمن أمن واستقرار فلسطين وإسرائيل".

 

وتابع الرئيس: "طيب ده ماحصلش.. إحنا لو جينا النهاردة واجتزأنا ما يحدث الآن في فلسطين دون معرفة أسباب ده..  مش بنبرر.. لا نبرر أبدا أى عمل يستهدف أى مدني.. لكن بنتكلم ونتناول القضية دي اللى بنعتبرها قضية القضايا، وقضية منطقتنا بالكامل، ولها تأثير كبير جدا على الأمن والاستقرار، وفيه رأى عام عربي وإسلامي داعم جدا لهذا الأمر ويتابع بشدة كل ما يحدث فيها".

 

وعن دفع الفلسطينيين والنزوح القسري، قال الرئيس: "فكرة النزوح وتهجير الفلسطينيين من القطاع إلى مصر معناه ببساطة إنه هيحدث أمر مماثل هو تهجير الفلسطينيين من الضفة إلى الأردن، وبالتالي فكرة الدولة الفلسطينية اللى بنتكلم عليها غير قابلة للتنفيذ لأن الأرض موجودة لكن الشعب مش موجود، وبالتالي بحذر من خطورة هذا الأمر.. وبالمناسبة وأنا شرحت هذا الأمر للمستشار الألماني .. الفكرة إن نقل الفلسطينيين من القطاع إلى سيناء ببساطة خالص عبارة عن إن إحنا بننقل فكرة المقاومة والقتال من غزة إلى سيناء، وبالتالي تصبح سيناء قاعدة للانطلاق بعمليات ضد إسرائيل.. وفى الحالة دي هيبقى من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها تقوم في إطار رد فعلها تتعامل مع مصر على أنها وتقوم بتوجيه ضربات إلى الأراضي المصرية ومصر دولة كبيرة حرصت على السلام بإخلاص، وبالتالي محتاجين إن كلنا نساهم ان الاستثمار الكبير اللى عملناه في هذا السلام لا يتم تبديد فكرة غير قابلة للتنفيذ .

 

أكمل الرئيس ساخرا: "إذا كان هناك فكرة للتهجير.. توجد صحراء النقب في إسرائيل ممكن قوى يتم نقل الفلسطينيين حتى تنتهي إسرائيل من مهمتها المعلنة في تصفية المقاومة والجماعات المسلحة حماس والجهاد الإسلامي في القطاع ثم ترجعهم إذا شاءت!!.. لكن نقلهم إلى سيناء العملية العسكرية ممكن يستمر سنوات وهي عملية فضفافة.. لسه منتهناش من المهمة وتتحول سيناء الى قاعدة للانطلاق بعمليات إرهابية ضد إسرائيل ونتحمل في مصر مسؤولية ذلك ..والسلام اللى عملناه كله يتلاشي من أيدينا في اطار فكرة لتصفية القضية الفلسطينية.

 

واختتم الرئيس: الرأى العام المصري والعربي يتاثر بعضه ببعض واذا استدعي الامر ان اطلب من الشعب المصري الخروج بالتعبير عن رفض هذه الفكرة فستروا ملايين من المصريين يخرجون للتعبير عن رفض الفكرة ودعم الموقف المصري في هذا الامر بقول الكلام ده لأننا شايفين ان الحصار المطبق على القطاع وعملية منع المياه والوقود والكهرباء ودخول المساعدات الى القطاع هدفه نقل المواطنين الفلسطينيين من القطاع الى مصر وهذا امر نحن  نرفض تصفية القضية الفلسطينية والتهجير الى سيناء.

هذه الحقائق والوقائع تدفعنا لفتح  ، ملف التهجير في العالمين العربي والإسلامي، والتي يقف خلفها الاستعمار  سواء العسكري او الاستعمار الفكري والايدولوجي، حيث عانى العالم العربي بصفة خاصة وبلاد المشرق العربي ودول أفريقيا، للاستيلاء على ثرواتها وتهجير مواطنيها . 

 

بداية نشير إلى  حالات التهجير وأطولها أمدًا هو تهجير الشعب الفلسطيني،  فقد بدأ في عام 1948، بفرار الفلسطينيين من المدن والقرى – سواء كان ذلك بالقوة أو بدافع الخوف – وأدى إلى إقامة مخيمات اللاجئين في المنطقة،  كما أدى ذلك إلى إنشاء وكالة الأمم المتحدة للإغاثة والتشغيل (UNRWA) وهي الوكالة التي تقدم، حتى يومنا هذا، الإغاثة والتنمية لما يزيد عن 4.6 مليون مهجّر فلسطيني في الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة،  وكانت مسألة اللاجئين الفلسطينيين هي محور مفاوضات السلام على مدة عدة عقود – وهي القضية التي لم تتم تسويتها بعد.

 

في طول وعرض العالم الإسلامي، اضطر ملايين الأشخاص إلى الفرار من منازلهم ومجتمعاتهم لأسباب متعددة منها: الحروب الأهلية، والصراعات بين الدول، والحملات العسكرية بقيادة الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، إعصار تسونامي، الزلازل، وعدد لا حصر له من الكوارث الأخرى. فقد قام العديد منهم بعبور الحدود الوطنية للعيش في البلدان المجاورة كلاجئين،  أما العديد منهم ممن يعيشون داخل حدود بلادهم فلا يزالون في تعداد المهجرين داخليًا. فالبعض منهم مهجرين بشكل مؤقت ويمكنهم العودة إلى مجتمعاتهم حينما تضع الصراعات أوزارها أو عندما تتراجع مياه الفيضانات،  لكن الغالبية العظمى منهم يعيشون على مدى العديد من الأعوام كلاجئين في بلاد أخرى أو مهجرين داخليًا،  يرى البعض أن مشكلة التهجير استمرت على مدى العديد من الأجيال.

 

وهذا النزوح الجماعي للأشخاص يؤثر على خطط التنمية الوطنية والتنمية البشرية الفردية على حدٍ سواء. ويلقي بظلاله على الأمن الوطني وأمن الأفراد،  ويؤثر على العلاقات بين الدول المتجاورة ومناقشات مجلس الأمن بالأمم المتحدة وعمليات السلام،  بإيجاز، يمكن القول بأن فهم – وحل مشكلة التهجير هما الركيزة الأساسية للتنمية والسلام والأمن.

 

 

 

 

ظاهرة واسعة الانتشار

 

تمثل السودان إحدى البلدان التي تعاني في الوقت الحالي من زيادة أعداد الأشخاص المهجرين – أكثر من نصف مليون لاجئ وقرابة ستة ملايين من المهجرين داخليًا. فلقد نزح السودانيون فرارًا من العديد من الحروب الأهلية والنتائج المدمرة لتغير المناخ، بما فيها الفيضانات وأشكال الجفاف والمجاعات. في منطقة شرق دارفور وحدها، هناك مليوني شخص من المهجرين داخليًا نتيجة الصراع، تعتمد الغالبية منهم على المساعدات الإنسانية الخارجية للبقاء على قيد الحياة.

 

أما أحدث حالات التهجير، فهي تهجير العراقيين – سواء كان داخليًا أو عبر حدود العراق – التي ألقت بظلالها بشكل مثير على العالم الإسلامي. في الوقت الذي واجه فيه العراقيون هجمات جماعية وحالات تهجير تحت وطأة نظام صدام حسين، فقد أدى العنف الطائفي –العرقي وانعدام الأمن العام الذي ساد تحت وطأة الاحتلال الأميركي إلى فرار أعداد غير مسبوقة من العائلات والأسر العراقية من منازلهم أو من بلادهم في بعض الأحيان. واليوم، هناك ما يقرب من مليوني عراقي في تعداد اللاجئين، فضلًا عن 2.8 مليون آخرين في تعداد المهجرين داخليًا.

 

تأثرت أيضًا جنوب آسيا وبشكل خاص من جراء التهجير واسع النطاق. فيما يتعلق باللاجئين تحت تفويض الهيئة العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (UNHCR) (بخلاف الفلسطينيين)، كانت أفغانستان هي كبرى بلاد منشأ تصدير اللاجئين مع نهاية 2007، حيث استضافت باكستان وإيران 3.1 مليون لاجئ. هذا بالإضافة إلى تهجير 2 مليون أخرين من الأفغان داخل بلادهم؛ تم تهجير العديد منهم عدة مرات ولا يمكنهم العودة إلى مجتمعاتهم نتيجة غياب الأمن هناك. الجدير بالذكر أن إجمالي عدد اللاجئين العراقيين والأفغان عام 2007 كان يمثل نصف تعداد اللاجئين على مستوى العالم التابعين للهيئة العليا لشئون اللاجئين والإغاثة التابعة للأمم المتحدة .

 

بالإضافة إلى ذلك، هناك عدد كبير من المهجرين داخليًا في أنحاء دول منظمة المؤتمر الإسلامي (OIC) أيضًا. وبصرف النظر عن السودان والعراق، اللتان تأويان إجمالي 8.8 مليون من المهجرين داخليًا، فإن البلدان مثل تركيا، أوغندا، والصومال يوجد بكل منها ما يقرب من 1 مليون من المهجرين داخليًا. أما أذربيجان وبنجلادش وساحل العاج فهي تأوي أكثر من نصف مليون مهجّر. والعديد من مجتمعات العالم الإسلامي تأوي تجمعات أعداد كبيرة من السكان اللاجئين أيضًا. ومن بين أكبر البلدان التي كانت تأوي اللاجئين في العالم عام 2007 هي الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي (OIC). باكستان، سوريا، وإيران،  فقد أعلنت جميعًا عن وجود تسعة إلى عشرة ملايين لاجئ في العالم الإسلامي، وما لا يقل عن 14 مليون من الأشخاص المهجرين داخليًا. وهذا يعني أن هناك لاجئ واحد من بين كل 140 شخص في العالم العربي، فضلًا عن شخص من المهجرين داخليًا من بين كل 100 شخص. لو كان هذا هو الحال في الولايات المتحدة الأميركية، لكان هناك مليوني لاجئ أميركي، إلى جانب ثلاثة ملايين من الأشخاص المهجرين داخليًا

 

 

ومنذ عام 2001، تنظر الولايات المتحدة وغيرها إلى اللاجئين والمهجرين داخليًا في العالم الإسلامي بعين الحرب العالمية على الإرهاب. وعلاوة على ذلك، هناك أزمتان إنسانيتان هما الأكبر حاليًا في العالم الإسلامي جاءتا إلى حد كبير نتيجة لقيادة الولايات المتحدة للحرب في أفغانستان والعراق.

 

التنمية البشرية والأمن

 

في الوقت الحالي، وفي مواجهة ارتفاع أسعار الغذاء والأزمة المالية العالمية، أصبح موقف اللاجئين والمهجرين داخليًا أكثر بعثًا على اليأس، فهناك حاجة ملحة إلى زيادة المساعدات الإنسانية قصيرة الأجل، ولكن الأكثر إلحاحًا الحاجة إلى التركيز على إيجاد حلول دائمة لمن شردهم العنف والكوارث، فالفلسطينيون والسودانيون والأفغان المشردون منذ فترة طويلة يصرخون من أجل تلقي استجابة دولية وتطوير حلول جديدة ومبتكرة.

وهكذا يعيد التاريخ نفسه ، ويحاول الاحتلال الاسرائيلي ، استئناف وتنفيذ مخطط التهجير للشعب الفلسطيني، في إصرار وعناد، فكانت المجازر والقصف والقتل والتدمير لسكان غزه على مدار أكثر من أسبوعين ، فقتلت ما يزيد على 7 آلاف فلسطيني منهم أكثر من 1500 طفل فلسطيني ، وذلك على سمع وبصر العالم كله وبمعاونة صريحة عسكريا وماديا واستراتيجيا من امريكا و معظم الدول الأوروبية وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا وألمانيا ، في الوقت الذي تقف فيه الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بكل ما أوتيت من قوة لمنع تنفيذ هذا المخطط، ولذلك عقدت قمة القاهرة للسلام التي دعا اليها السيسي ،  بمشاركة 11 دولة أوروبية وعربية .


مقالات مشتركة