جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

منوعات   2023-11-23T15:14:51+02:00

عمرها أكبر من الاحتلال..خريطة معدنية لفلسطين منذ 80 سنة

نسرين إمام

قبل 30 عاما، اختلف إيقاع حياة السيدة الفلسطينية وفاء أبو رمضان، حين اضطرت لترك مدينة غزة الفلسطينية، بعد تضييق الاحتلال عليهم في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، واستقرت في مصر بصحبة زوجها، حيث تزوجت وأنجبت وظل الحنين إلى وطنها الأم بداخلها لم يتأثر بمرور الزمن، إذ تمتلئ خزانتها بملابس تراثية، وقطع نادرة يرجع عمرها إلى الثمانين عاما، ورثتها من أمها وحملتها معها عبر الحدود، تشم فيها رائحة الذكريات.


سلسلة من الفضة معلق بها خريطة فلسطين ملصق بها رشاش آلي عمرها 80 عاما، تحتفظ بهم الأم الفلسطينية «وفاء» في ركن خاص بالمقتنيات التي ورثتها عن والدتها  التي رحلت عن عالمنا عام 1992، قبل أن تغادر مدينة غزة وتستقر بمصر، رغم صغر سنها حينها، حيث كانت في السابعة عشر من عمرها، إلا أنها أدركت قيمة الذكريات، «أمي ورثتها من أمها وأنا قررت احتفظ بيها، لأنها من ريحة والدتي وكمان رمز للمقاومة، ووصيت ولادي اوعوا تفرطوا فيها نورثها جيل لجيل ..هذاما أكدت عليه وفاء الام الفلسطينية ،التي استقرت في مصر. »،

 

مقتنيات مختلفة تحتفظ بها الأم الفلسطينية المقيمة في مصر، جاءت بها من منزل الأسرة في غزة، منها شال صوف مطرز، وشنطة مطرزة يدويا كانت والدتها بدأت حياكتها قبل وفاتها وحرمها الموت من استكمالها، فقررت الابنة الاحتفاظ بها واستكمال التطريز الناقص بها، «كملتها بإيدي ولحد اليوم بستخدمها ومحتفظة بيها في خزنة دولابي»، كلما انتقلت من منزل لآخر لا تحاول التفريط فيها أبدا، بحسب تعبيرها.

«في بيتنا كان في مقتنيات كتير لكن بالحرب الأخيرة على غزة كل شئ راح، أخويا كان ساكن بالبيت وراح البيت كله وراحت معه المقتنيات والذكريات والفلوس والدهب»، تروي الفلسطينية وفاء، مأساة أهل غزة مع الحرب، إذ لم يتبق لها من رائحة والدتها وبيت العائلة سوى خريطة فلسطين والشال والشنطة، حسب قولها.


مرة واحدة كل 24 ساعة تنجح «وفاء» في التواصل مع أشقائها المتواجدين في غزة، بعد أن قطع الاحتلال الكهرباء والاتصالات عنهم لفترات طويلة، جراء الأحداث الحالية: «بنقعد بالساعات في رعب ويادوب مكالمة بس دقيقة أو أقل أسمع صوته وأطمن أنهم عايشين».

روايات تدمي لها القلوب تسمعها السيدة الفلسطينية التي استقرت بمصر منذ 30 عاما، من شقيقها وصفتها بقولها، «كل بيت بيضم 100 فرد رغم ضيق مساحة خان يونس، البيوت مليانة وبياكلوا من ثمار الشجر شوية تمر وشوية فاكهة، مفيش أكل» حيث تم قصف منازلهم ولجأوا إلى الإقامة في أحد المدارس التابعة للأونروا.


مقالات مشتركة